"اليأس خيانة"
“اليأس خيانة". جملة على يافطة حملها ناشط في الإسكندرية.
جملة حملتها في حناياي منذ قرأتها. قبس من نور، يضيء ظلاماً حالكاً يحيط بأوطاننا، بأنفسنا، بعقولنا، وبمقدرتها على التفكير.
اليأس ترف لا نقدر عليه.
إما أن نحيا أو ندفن أحياءا.
وأنا أُصرُ على الحياة.
وأُأصرُ أكثر على التفكير، ولو كان الثمن التكفير.
لأنه السبيل إلى تحكمنا بقدرنا.
السبيل إلى الخلاص، ولو بعد قرون.
صَمتُ دهراً.
خرس قلمي.
سكت.
غرق في الدموع والحزن.
دماء، دمار، وإنسان أهُدرت كرامته وحقوقه.
أليس من حقي أن أذوبَ قهرا؟
أليس من حقي أن أبكي؟
وأنعي اوطاننا نحرتها أيدينا؟
لكني إستفقت.
إاستفقت.
تذكرت عبارة الشاب المصري، ويافطة يحملها وحده في منتصف الطريق.
"اليأس خيانة".
نخون أنفسنا وحق الأجيال من بعدنا لو يأسنا. لو توقفنا، وقلنا علام التعب والقرف. لا فائدة.
"مافيش فايدة"؟
بل هناك أمل. بصيص. قبس من نور. أراه في تلك العبارة.
أراه في شعلة الحياة في شبابنا وشاباتنا.
أراه في الخير الكامن فينا.
في عقولنا التي تسأل ولا تكف عن السؤال رغم الخوف.
في اذرعنا نشمرها ونحن نبحث عن سبيل يساعد من هو غارق في الدماء.
وفي أقلامنا نغرسها في عقولنا ندون بها كلماتنا، رغم السيوف المعلقة على رؤوسنا.
ولذا قررت ان أتوب عن جريمتي. عن الصمت الذي خنقني هذا العام.
إغتسلت بكلماتي،
وخرجت من رماد الحروف كالعنقاء، أنبض بالحب حياة.
أودع عام 2016 بعبارة: وداعا، عساك لا تعود علينا من جديد.
كنت كالكابوس حط علينا وترك وراءه إرثا من دمار.
دخلت في تاريخنا ـ علامة مظلمة اخرجت الوحوش الرابضة فينا، عرَّت الكثير من الأشخاص، وأكدت ما رددته الف مرة: الإثنان يأتيان معاً، الإصلاح الديني والإصلاح السياسي.
الإثنان يأتيان معاً.
لا مفر من الإصلاح. سنحققه يوماً، وأن رُجمنا بالحجارة دهرا.
وارحب بالعام القادم 2017، بتعب معجون بالأمل.
لأن اليأس ترف، لا نقدر عليه.
لأن اليأس جريمة.
ننتحر لو يأسنا.
إما أن نحيا أو ندفن أحياءا.
وأنا أريد أحيا.
ومن يعرفني، يعرف ايضاً أني اتنفس بالقلم. حريتي اعبر عنها في كلماتي.
ولذا أقول لمن ينتظرني، اني سأعود. سأعود إلى القلم، اتنفس به من جديد، كل يوم جمعة، مقال جديد. مقال افكر فيه معكم/ن بصوت عالي. وتحديدا عن الإصلاح الديني.
أنشره على صفحات الحوار المتمدن، مصر المدنية، وموقعي الجديد http://www.elham-manea.com
موعدنا إذن مع الأمل.
كل عام وأنتن وأنتم بخير.
د. إلهام مانع